كلمة السيد المدير
باحتلالها مساحة شاسعة في الجنوب الغربي الكبير، تعتبر ولاية أدرار منطقة غنية بمختلف كنوزها السياحية، الثقافية الفنية مكنتها من احتلال مكانة رموقة من حيث الإقبال (التدفق السياحي) مفضلة، بحكم اختلاف وتشعب وتنوع تراثها الطبيعي والثقافي … من قورارة في الشمال حتى تنزروفت في الجنوب مرورا بتوات وتيديكلت، كل هذه المناطق الأربعة تتربع على الكثير من المتاحات السياحية ذات قيمة عالية لا يختلف عليها. فإن 294 قصر التي تعج بسكانها حتى الآن مرورا بعدة قرون وحقب تاريخية مختلفة، ومناطقها الرطبة بكل من تمنطيط وأولاد سعيد المصنفة في “رمسار” وأكثر من 380 عيد محلي تقليدي الذي يسمى في المنطقة (بالزيارات) والغابة المتحجرة والرسوم والنقوش بمنطقة تيديكلت عطفاً على السلاسل الجبال الرملية (عرق) كعرق شاش والعرق الغربي الكبير، وكذا الكم الهائل من الصناعات التقليدية المختلفة وأشكال وطبوع الفلكلور المختلفة وأرخبيل الواحة الذي يتخلل كافة الولاية من الشمال إلى الجنوب، ونظام للسقي التقليدي الفريد من نوعه المستمر إلى حد الآن رغم كل الظروف. بالإضافة إلى الموروث الحيواني الأصيل الخاص بالمناطق الصحراوية كالفنك، الغزال…الخ، وكذا أنواع الطيور
الصحراوية المختلفة وغطاء نباتي صحراوي متشعب كالنخيل والأكاسيا…….الخ. تمتاز المنطقة بصناعة تقليدية فنية فريدة من نوعها والموروثة عن الأجداد كصناعة السلالة، الطين، الفخار الأسود، الخياطة التقليدية. كما تشتهر ولاية أدرار بأضرحة أولياء الله الصالحين والزوايا المنتشرة عبر ربوع الولاية وتاريخ غني
بالأحداث والمواعيد، حيث تشكل المنطقة ملتقى لمختلف الحضارات القديمة مما أهلها لتشهد الكثير من الأحداث التاريخية الهامة… حيث كانت تشكل ممرا لمعظم القوافل المتجهة إلى جنوب السودان وإفريقيا الغربية ودول الساحل. كل هذه المزايا والمواصفات التي تمتاز بها الولاية والموقع
الإستراتيجي الذي تحتله في الجنوب الكبير يشكل مادة دسمة للمتعاملين في القطاع السياحي (وكالات السياحة…) يمكنهم من تركيب منتوج سياحي ذو جودة وتنافسية عاليتين سواء منه ما تعلق بالمنتوج الموجه للمواطنين أو ما تعلق منه بالسواح الأجانب. وفي جملة واحدة فإن كل ما يمكن قوله
هو “ولاية أدرار بمقاطعتيها الإداريتين تيميمون وبرج باجي مختار وجهة سياحية جديرة بالزيارة ”.
نتمنى أن يفتح هذا الدليل نافذة على هذه الولاية المضيافة ذات الوجهة السياحية الغنية والمتشعبة بمنتوجاتها السياحية والصناعة التقليدية الفريدة من نوعها من بين صحاري العالم.